Page 75 - web
P. 75

‫‪437‬‬  ‫جندهـا وغسـل مخهـا وأدلجهـا؛ فأصبحـت أداة‬           ‫منجم ًنـا خص ًبـا في قنـص الأتبـاع في كل مـكان‪ ،‬ثـم‬        ‫نتيجة لتنامي دور‬
              ‫طيعـة في يـده‪ ،‬وهـذه المحطـات هـي‪:‬‬         ‫تجنيدهـم ليصبحـوا خلايـا كامنـة تنتظـر إشـارة‬                ‫وسائل الإعلام‪،‬‬
                                                         ‫التفعيـل‪ ،‬ولأن الشـباب لديهـم في الغالـب ميـل‬
     ‫المحطـة الأولى‪ :‬في هـذه المرحلـة يتقمـص المجنـد‬     ‫فطـري للمغامـرة واستكشـاف الجديـد فقـد تـم‬                ‫تمكنت الجماعات‬
     ‫صفات النماذج التي يتم تعريضه لها من خلال‬            ‫اسـتهدافهم والعمـل على تجنيدهـم مـن خلال‬               ‫الإرهابية من التواصل‬
     ‫الصـور ومقاطـع الفيديـو وغيرهـا حتـى يبـدأ هـذا‬
                                                                   ‫التنظيمـات الإرهابيـة عبر الإنترنـت‪.‬‬          ‫فيما بينهم للتجنيد‬
                   ‫المجنـد بتسـخير نفسـه للتنظيـم‪.‬‬       ‫وبينـت بعـض الدراسـات الأمنيـة أن (‪ )٪ 70‬مـن‬               ‫البشري‪ ،‬والتوجيه‬
     ‫المحطـة الثانيـة‪ :‬وفيهـا يتـم التركيـز على رعايـة‬   ‫الشباب الذين تم تجنيدهم من قبل التنظيمات‬
                                                         ‫الإرهابيـة‪ ،‬تـم عبر وسـائل التواصـل الاجتماعـي‬        ‫اولالفتكمرويي‪،‬لوااللتمادلريي ببعي ًدا‬
           ‫الاتجـاه الجديـد لـدى الشـاب (العزلـة)‪.‬‬       ‫لتميزهـا بتنـوع الأسـاليب والوسـائل والاتجاهـات‬         ‫عن رقابة مؤسسات‬
     ‫المحطـة الثالثـة‪ :‬تشـكل منعط ًفـا مه ًمـا وخطي ًرا‬  ‫بحيـث تغطـي أغلـب الميـول والثغـرات _‬                        ‫الدولة المعنية‬
     ‫في سلسـلة التجنيـد‪ ،‬وفيهـا يتـم تعريـض‬              ‫الشبهات‪ -‬الموجودة لدى الشباب ورغباتهم‪ ،‬ثم‬
     ‫المجنـد للصدمـة الشـرعية لبنـاء المكـون الفكـري‬     ‫تنقلهـم إلى منظومـات فكريـة مباشـرة توجههـم‬          ‫التـي نعيـش واقعهـا؛ إذ تحولـت وسـائل الإعلام‬
                                                                                                              ‫الجديـد تحديـ ًدا إلى وسـائل دعائيـة للمنظمـات‬
                                   ‫(الانفعـالي)‪.‬‬                 ‫إلى أسـاليب الإرهـاب فكر ًيـا وميدان ًيـا‪.‬‬   ‫الإرهابيـة‪ ،‬وأضحـت العلاقـة بين وسـائل الإعلام‬
     ‫المحطـة الرابعـة‪ :‬وهـي مرحلـة إثـارة الشـبهات‪:‬‬      ‫ويمكـن تقسـيم الفاعلين الرئيسـيين في العمليـة‬        ‫– الجديد منها تحدي ًدا والقديم‪ -‬والإرهاب علاقة‬
     ‫ويمكـن تسـميتها بأدبيـات الإرهـاب‪ ،‬مـن خلال‬         ‫الإرهابيـة التـي تسـعى التنظيمـات الإرهابيـة‬         ‫خطيرة وعضويـة قائمـة على أسـاس المصلحـة‬
     ‫اسـتحضار التنظيـم الإرهابـي نصو ًصـا وتراثيـات‬      ‫لكسـبهم إلى صفوفهـا مـن خلال وسـائل‬                  ‫المتبادلـة‪ ،‬فالإعلام قـد يخـدم أهـداف الإرهابيين‬
     ‫ومشـاهد تاريخيـة‪ ،‬ثـم يقومـون بتوظيفهـا‬                                                                  ‫بنشـر أقوالهـم وأفعالهـم وتضخيـم قوتهـم‪،‬‬
     ‫بمهـارة في غير محلهـا الصحيـح لتأصيـل وتبريـر‬             ‫التواصـل الاجتماعـي إلى ثلاث فئـات‪:‬‬            ‫وجـذب الأتبـاع وإيصـال رسـائل الإرهابيين دون‬
     ‫العمليـات الإرهابيـة‪ ،‬فهـذه التنظيمـات الإرهابيـة‬                               ‫‪ - 1‬المتعاطفون‪.‬‬          ‫قصـد‪ ،‬ليعطـي بذلـك للإرهـاب صـدى إعلام ًيـا‬
     ‫لديهـا مخـزون معـرفي ضخـم مـن فتـاوى‬                                              ‫‪ - 2‬المؤيدون‪.‬‬          ‫واسـ ًعا‪ ،‬ونتيجـة لتنامـي دور هـذه الوسـائل‪،‬‬
     ‫ومؤلفـات وبيانـات ورسـائل اعتمـدت على إثـارة‬                                      ‫‪ - 3‬المنفذون‪.‬‬          ‫فقـد وجـدت الجماعـات الإرهابيـة فيهـا متنف ًسـا‬
     ‫الشبهات بعد تجريدها من سياقها العام‪ ،‬حتى‬                                                                 ‫تستطيع من خلاله تحقيق العديد من أهدافها‪،‬‬
     ‫لا تسـتطيع عقـول الشـباب فهمهـا واسـتيعابها‪.‬‬        ‫ولـم تكتـ ِف التنظيمـات الإرهابيـة بهـذا‪ ،‬بـل‬        ‫سـواء مـا تعلـق منهـا بنقـل آرائهـا ومعتقداتهـا‬
     ‫المحطـة الخامسـة‪ :‬وهـي محطـة مرحلـة الهجـرة‬         ‫حولـت هـذه المسـتحدثات الاتصاليـة إلى‬                ‫إلى أكبر عـدد مـن الجماهير المسـتهدفة أو إثـارة‬
     ‫واللحـاق بطلائـع الأمـة وعـدم «القعـود» مـع‬         ‫معسـكرات للتدريـب الافرتاضي للإرهابيين؛‬              ‫الرعـب والفـزع في نفوسـهم مـن خلال مـا يتـم‬
     ‫الجهلة العوام والمنافقين والكفار‪ .‬وحتى نعالج‬        ‫تعلمهـم أصـول صنـع المـواد المتفجـرة والأحزمـة‬       ‫نشره من صور وفيديوهات‪ ،‬أو تحقيق التواصل‬
     ‫هـذه المشـكلة يجـب أن تسـبق خطواتنـا خطـوات‬         ‫الناسـفة وغيرهـا‪ ،‬حيـث تشير التقاريـر الأمنيـة‬       ‫فيمـا بينهـم للتجنيـد البشـري‪ ،‬والتوجيـه‬
     ‫هـذه الجماعـات المتحـررة مـن القيـود‪ ،‬وذات‬          ‫إلى أن ‪ 90%‬مـن الهجمـات الإرهابيـة اسـتخدم‬           ‫الفكـري‪ ،‬والتدريـب والتمويـل المـالي بعيـ ًدا عـن‬
     ‫الديناميكيـة السـريعة‪ ،‬وأن نقـرر أو ًل أن أغلـب‬     ‫فيهـا متفجـرات صناعـة يدويـة مـن تلـك التـي‬          ‫رقابـة مؤسسـات الدولـة المعنيـة ودون وقـوع‬
     ‫خطاباتنا هي ردة فعل على حدث ما‪ ،‬لذا يجب‬             ‫توجد وصفاتها بكثرة على شبكة الإنترنت‪ ،‬نظ ًرا‬         ‫مصادمات مباشرة تحتوي على قدر من المخاطرة‬
     ‫الاعرتاف أننـا لـم نسـتطع صناعـة خطـاب مضـاد‬                                                             ‫والتهديـد لهـم مـع تلـك المؤسسـات الأمنيـة‪،‬‬
     ‫ينجـح في تفكيـك وتذويـب الخطـاب الإرهابـي‪،‬‬                                    ‫لمـا تتميـز بـه مـن‪:‬‬       ‫مسـتفيدين مـن مميـزات هـذه المنصـات في‬
     ‫فالاقتصـار على نقـض خطـاب التنظيمـات‬                                                ‫‪ - 1‬المرونة‪.‬‬         ‫التخفـي وسـرعة نشـر البيانـات وسـهولة تخزينهـا‬
     ‫الإرهابيـة وتكذيبـه وتخطئتـه لـن يكـون فعـا ًل‬                                      ‫‪ - 2‬الكلفة‪.‬‬          ‫ويسـر اسـتخدامها ورخـص التكلفـة وانتشـارها‬
     ‫مـن دون التواصـل الدائـم‪ ،‬والبرامـج الإعلاميـة‬                                      ‫‪ - 3‬الأمان‪.‬‬          ‫على نطـاق واسـع وجاذبيتهـا‪ ،‬ممـا شـكل لهـم‬
     ‫المهنيـة‪ ،‬وشـغل أوقـات الفـراغ‪ ،‬كمـا يجـب أن‬
     ‫يكـون لأصحـاب الفضيلـة مـن هيئـة كبـار العلمـاء‬                                ‫‪ - 4‬الخصوصية‪.‬‬
     ‫منصاتهـم‪ ،‬وأن يقتحمـوا الفضـاء الإلكرتوني‪،‬‬                                         ‫‪ - 5‬الدعاية‪.‬‬
     ‫ويتحـاوروا مـع الشـباب‪ ،‬فالإسلام لا يهـزم‬                                         ‫‪ - 6‬التدريب‪.‬‬
     ‫فكر ًيـا متـى مـا وجـد مـن يتصـدى للشـبهات‪،‬‬
     ‫ويبين الحقائق من خلال الحضور الرقمي‪ ،‬كما‬                                     ‫‪ - 7‬سياحة القتال‪.‬‬
     ‫يفعـل أهـل الشـبهات‪ ،‬وهـذا الأمـر يحتـاج إلى‬                                    ‫‪( - 8‬التشبيك)‪.‬‬

                       ‫برنامـج عمـل لمـن يقـوم بـه‪.‬‬      ‫وبواسـطة هـذه الوسـائل اسـتطاعت التنظيمـات‬
                                                         ‫الإرهابية من خلال خمس محطات مخطط لها‪،‬‬
                                                         ‫اسـتقطاب الشـباب المسـتهدف‪ ،‬ثـم تجنيدهـم‬
                                                         ‫وتحويلهـم لأدوات متفجـرة تنفـذ أوامـر مـن‬

     ‫‪75‬‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80